عبير تتغلب على أزمتها النفسية وتتخلى عن العزلة

عبير تتغلب على أزمتها النفسية وتتخلى عن العزلة

عزبة بيت حانون- اتحاد لجان المرأة الفلسطينية/ “كنت خائفة لما حضرت أول جلسة دعم نفسي لأني ما بحب أطلع من البيت”، بهذا الكلام البسيط بدأت السيدة عبير (32 عاماً)، حديثها وهي تسرد التغيرات التي حولت شخصيتها من انطوائية وغير متفاعلة مع المحيط إلى اجتماعية واثقة بنفسها وقدراتها، بعدما حصلت على عدة جلسات ضمن “مشروع نظم  الدعم النفسي والاجتماعي للمرأة والطفل في قطاع غزة “، والذي جرى تنفيذه من قبل اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بهدف تحسين الحالة النفسية للنساء والأطفال في قطاع غزة.

وتعيش عبير وعائلتها في منزلاً بالإيجار بعدما دمرت إسرائيل منزلها خلال العدوان الأخير الذي شنه جيشها ضد المدنيين العزل في قطاع غزة صيف عام 2014.

 ولم يجرى حتى اللحظة إعادة بناء منزلها بحجة أنه كان مقام على أرض حكومية، الأمر الذي أفقدها حقها في إعادة الإعمار، مما زاد من أزمتها النفسية.

وتفاقمت أزمة عبير النفسية بعد حرمانها أيضا من الحصول على بدل الإيجار (مبلغ مالي يدفع من جهات مانحة ووزارة الاشغال بدل إيجار)، مما جعل ديون الإيجار تتراكم بشكل كبير عليها، سيما وأن زوجها عاطل عن العمل.

 وتعيش عبير أوضاعاً إنسانية واقتصادية غاية في الصعوبة وهي تصنف من العائلات الأشد فقراً في قطاع غزة.

ولم تقتصر معاناة عبير على ما سبق، فقد تعرضت قبل وقت قصير إلى حروق في جسمها وأثناء اعدادها  للطعام مما أثر سلبا على حالتها النفسية إضافة إلى إصابتها بمرضي السكر والضغط، ما دفع إحدى صديقاتها لإقناعها في التسجيل لجلسات الدعم النفسي التي ينفذها اتحاد لجان المرأة.

وتستذكر عبير حالتها قائلة ” كان وضعي النفسي والصحي صعبا جداً، لقد وصلت إلى مرحلة من اليأس والإحباط لا يمكن وصفهما، لقد أصبحت أبكي باستمرار ولا أستطيع التحدث مع الناس، وحتى في الجلسة الأولي من جلسات الدعم لم أتحدث واكتفيت برسم وردة على الورقة، وربما كانت هذه الوردة بداية طريق الأمل ونقطة تحولت في حياتي”.

وجرى خلال الجلسات دمج عبير في جلسات الدعم النفسي الجماعي لتفريغ الطاقة السلبية لديها وتحويلها الى طاقة إيجابية وتخفيف الضيق النفسي الموجود لديها والخروج من العزلة والانطواء، الى جانب دمجها في أنشطة الاسترخاء والتنفس والحركة والتعبير عن المشاعر باستمرار الأمر الذي ساهم تدريجياً في تحسن حالتها.

وتقول عبير ” شعرت بالتحسن في وضعي بعد عدة جلسات حيث أصبحت قادرة عن طرح معاناتي والحديث أمام الجميع بدون بكاء، وحاليا عندما تحدث مشاحنات مع زوجي أقوم بممارسة نشاط التنفس العميق والأنشطة الحركية والاسترخاء”.

 وأضافت مع “الوقت والجلسات شعرت إني قوية وأصبحت أحب الخروج مع اخواتي وعائلتي، وشكرا من أعماق قلبي للاتحاد لأنه كان سببا في التغلب على وضعي النفسي وعودتي للحياة”.