نيفين : أصبحت ثقتي بنفسي كبيرة وادافع عن حقوقي واطالب بها.

نيفين : أصبحت ثقتي بنفسي كبيرة وادافع عن حقوقي واطالب بها.

غزة- اتحاد لجان المرأة الفلسطينية/ “اول مرة بحياتي احكي اللي بقلبي ومشاكل بيتنا خاصة انه انا من النوع الكتوم وبتحمل كتير وبحط بقلبي يمكن ما في ثقة وامان بالناس اللي عندي ” بهذا الكلام البسيط بدأت السيدة نيفين-اسم مستعار- (30 عاماً)، حديثها وهي تسرد التغيرات التي حولت شخصيتها من انطوائية وغير متفاعلة مع المحيط إلى اجتماعية واثقة بنفسها وقدراتها بعد تلقيها عدة جلسات دعم نفسي واجتماعي ضمن مشروع نظم الدعم النفسي الاجتماعي للمرأة والطفل في قطاع غزة الذي نفذه اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بالتعاون مع جمعية الدراسات النسوية

وتعيش نيفين وعائلتها في منزلاً مستور الحال مع والديها حيث يتم عليها الضغط من قبل اخوتها الذكور الذين يحولون دون ان تتم خطبتها لتبقي في خدمة والديها وتتعرض للتنمر من قبل زوجات الأخ.

وتفاقمت أزمة نيفين النفسية بعد حرمانها من الحصول على عمل -سعت جاهدة للحصول عليه وذلك للتأمين مصروفها اليومي والهروب من الجو الاسري الكئيب- مما جعل اخوتها يقفون حائلا دون حصولها على ذلك العمل.

وتعيش نيفين أوضاعاً إنسانية واقتصادية غاية في الصعوبة وهي تصنف من العائلات الأشد فقراً في قطاع غزة.

ولم تقتصر معاناة عبير على ما سبق، فقد تعرضت قبل وقت قصير إلى كسور في فكها نتيجة الضرب المتكرر من قبل بعض افراد عائلتها مما أثر على حالتها النفسية سلبا ونتج عن ذلك ثقل الكلام لديها حيث يتم بصعوبة فهم ما تقول مما دفع احدى صديقاتها لإقناعها في الالتحاق لجلسات الدعم النفسي التي ينفذها اتحاد لجان المرأة الفلسطينية.

وتستذكر نيفين حالتها سابقا قائلة: “كان وضعي النفسي والصحي صعبا جداً، لقد وصلت إلى مرحلة من اليأس والإحباط لا يمكن وصفهما، لقد أصبحت أبكي باستمرار ولا أستطيع التحدث مع الناس، وحتى في اثناء تنفيذ جلسات الدعم النفسي لم أتحدث وكنت اكتفي بالاستماع لزميلاتي والابتسام مشيرة الى أن الجلسات كانت بداية طريق الأمل ونقطة تحولت في حياتي”.

وجرى خلال الجلسات دمج نيفين في جلسات الدعم النفسي الجماعي لتفريغ الطاقة السلبية لديها وتحويلها الى طاقة إيجابية وتخفيف الضيق النفسي الموجود لديها والخروج من العزلة والانطواء، الى جانب دمجها في أنشطة الاسترخاء والتنفس والحركة والتعبير عن المشاعر باستمرار الأمر الذي ساهم تدريجياً في تحسن حالتها.

وتقول نيفين:” شعرت في التحسن في وضعي بعد عدة جلسات حيث أصبحت قادرة عن طرح معاناتي والحديث أمام الجميع بدون بكاء، وحاليا عندما تحدث مشاحنات مع أحد من افراد عائلتي اسارع لممارسة نشاط التنفس العميق والأنشطة الحركية والاسترخاء

وأضافت نيفين بعد ان تم استهدافي في الجلسات الفردية شعرت إني قوية وأصبحت أحب الخروج مع صديقاتي وتكوين علاقات اجتماعية الى جانب ثقتي بنفسي التي جعلتني ادافع عن حقوقي واطالب بها داعية جميع من يشعر بالضغط العصبي بأن لا يتردد في تلقى جلسات الدعم النفسي الاجتماعي التي تساهم في تخفيف الحالة النفسية السيئة.

من جهتها قالت الاخصائية أسماء العجوري انه تم التعامل مع نيفين ضمن اليات العلاج المعرفي السلوكي ووضع خطط علاجية لتغيير الأفكار والتصرفات غير المفيدة واخراجها من دائرة الخمول والاكتئاب لتصبح شخصا فاعلا تمارس مهامها اليومية بكل حيوية ونشاط.