بيان صحفي

بيان صحفي

نداء عاجل للمجتمع الدولي.

في ظل استمرار العدوان على القطاع: السكان المدنيون يعانون من كارثة إنسانية

انقطاع الكهرباء يحرم السكان من الوصول إلى خدمات المياه ويعرقل خدمات الصرف الصحي

نحو 1،6 مليون من المدنيين لم تصلهم المياه في منازلهم منذ أكثر من أسبوع

يناشد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى التدخل العاجل من أجل الوقف الفوري للعدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع، والعمل الفوري لحماية السكان المدنيين من كارثة إنسانية بسبب انقطاع الكهرباء شبه التام عن غالبية مدن القطاع، وانقطاع السبل للوصول إلى خدمات المياه، بما فيها مياه الشرب، خدمات الصحة البيئية والخدمات الصحية. ويدعو المركز المجتمع الدولي لإجبار السلطات الحربية المحتلة على السماح لكافة رسالات الأدوية والأغذية وكافة الاحتياجات الضرورية اللازمة لترميم محطة توليد الكهرباء وخدمات المياه والصرف الصحي التي دمرتها القوات المحتلة.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع المدنيين، وتتدهور يوماً بعد يوم، وذلك بعد أن قصف القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة محطة توليد الكهرباء، بتاريخ 28/7/2014، ما أدى إلى أضرار جسيمة فيها، بما فيها الغلايات ومخازن الوقود الرئيسية التي أدت إلى اشتعال النيران فيها وتوقفها عن العمل. كما دمرت القوات المحتلة 6 خطوط من الخطوط الناقلة للكهرباء من إسرائيل إلى القطاع، الأمر الذي فاقم من عجز الطاقة الكهربائية للقطاع إلى نحو 90%، وأوقف كلياً عمل غالبية المرافق الحيوية كمرافق المياه، الصرف الصحي والخدمات الصحية التي باتت تعتمد على المولدات الكهربائية.

ويقول منذر شبلاق، مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة:

“هناك نحو 1،6 مليون مدني فلسطيني يكابدون أوضاعاً إنسانية بائسة بسبب عدم وصول إمدادات المياه إلى منازلهم منذ أسبوع كامل، وأكثر من نصفهم، محرومون من المياه منذ حوالي أسبوعين، كأحياء وسط وشرق مدينة غزة. لقد توقفت طواقمنا الفنية عن العمل تماماً بسبب استهدافها، وهو ما يحول دون وصولها إلى مرافق المياه والصرف الصحي. نحن نخشى الآن كارثة بيئية تحدق بحياة المدنيين بسبب التوقف الكلي لمحطات الصرف الصحي عن العمل، وهناك طفح لمياه الصرف الصحي في العديد من المدن في جباليا، بيت لاهيا، رفح ومدينة غزة. إن قطع الكهرباء كلياً يشل تماماً عمل كافة مرافق المياه والصرف الصحي في القطاع، خاصة في ظل عدم القدرة على الوصول إلى العديد من خزانات المياه الرئيسية المغذية لمدن القطاع، والتي يقع غالبيتها في المناطق التي تحتلها القوات الحربية الإسرائيلية في شمال وشرق القطاع. نحن عاجزون عن الوصول لمرافق المياه والصرف الصحي التي دمر العديد منها لتقييم أضرارها وإصلاحها.”.

وباتت الخدمات الرئيسية والاحتياجات الضرورية للسكان المدنيين على حافة كارثة محدقة، خاصة القطاع الصحي، بما فيه المستشفيات، والتي باتت تعتمد بشكل تام على مولدات الكهرباء. ويتزامن ذلك مع ارتفاع احتياجات القطاع من إمدادات الوقود، وفي ظل سقوط المئات من الضحايا، القتلى والجرحى، ورغم النقص الشديد في المستلزمات الطبية والأدوية. كما أصبح الآلاف من السكان المدنيين يصطفون في طوابير، ولساعات طويلة، من أجل الحصول على احتياجاتهم من المخابز، والتي توقف عدد منها بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيلها. ومن ناحية أخرى، تعاني شوارع مدن وأحياء القطاع من كارثة إنسانية محدقة بسبب تراكم النفايات في الشوارع، وعدم القدرة على نقلها إلى مكبات النفايات الرئيسية، والتي يقع معظمها شرق القطاع، خاصة مع استهداف العديد من الطواقم العاملة التابعة للبلديات. وقد بدأت تلوح مخاطر مكاره صحية، بسبب تجمع تراكم تلك النفايات.

ووفقاً لمتابعة المركز لتطورات الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة خلال هذا العدوان، وتدهور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للسكان المدنيين، والناجمة عن التدمير المنهجي لكافة مقومات الحياة الإنسانية، بما في ذلك حقوق الفلسطينيين في التمتع بمستوى معيشي ملائم، بما فيه الحصول على الغذاء، الدواء، المياه بما فيها مياه الشرب النظيفة، الرعاية الصحية، التمتع بالحق في المأوى الملائم والآمن. وقد رصد المركز ما يلي:

بات 1،8 مليون شخص من سكان القطاع يعانون خللاً في كافة مناحي حياتهم اليومية، والتي مست احتياجاتهم الأساسية والضرورية، بما فيها خدمات الصحة، بما فيها الوصول إلى المياه إلى المنازل وخدمات الصحة البيئية.
هناك نحو 1،6 مليون مدني فلسطيني يكابدون أوضاعاً إنسانية بائسة بسبب عدم وصول إمدادات المياه إلى منازلهم منذ أسبوع كامل، وأكثر من نصفهم محرومون من المياه منذ حوالي أسبوعين، كأحياء وسط وشرق مدينة غزة، بيت حانون، بيت لاهيا وشرق محافظات الوسطى، خان يونس ورفح.
يكابد نحو 400،000 مدني من سكان القطاع، أي نحو 22% من سكان القطاع، هول الترويع والترهيب، وبعد أن نزحوا من منازلهم هرباً من الموت تحت وطأة الهجمات العسكرية الإسرائيلية، إلى مدارس الأنروا، المدارس الحكومية، المرافق العامة وسط المدن ومنازل الأقارب. ويفتقر هؤلاء النازحون لأدنى مقومات الحياة الكريمة، بما في ذلك احتياجاتهم من الملابس، الفراش، الأغطية والمياه اللازمة لاستخداماتهم المنزلية.
يزداد تدهور الأوضاع الصحية في المرافق الصحية في القطاع بسبب عدم قدرة تلك المرافق على تعويض انقطاع الكهرباء من ناحية، وبسبب عدم القدرة على توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات البديلة في تلك المرافق، فضلاً عن النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية بسبب العدد الكبير للقتلى والجرحى. ويكابد الجرحى والمرضى، خاصة المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة، معاناة إضافية في الوصول إلى المرافق الصحية التي بات معظمها مغلقاً، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في محيطها وبسبب نقص الأدوية وعدم مقدرة الطواقم الطبية على الوصول لها.
يخشى على حياة المئات من المرضى في مستشفيات القطاع خوفاً من عدم انتظام عمل الأجهزة والمعدات الطبية، خاصة في أقسام العناية الفائقة والأقسام الأخرى، كأقسام القلب والكلى فيها، وذلك لانقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة.
تعاني الهيئات المحلية، بما فيها البلديات والمجالس القروية من عدم قدرة طواقمها الفنية على الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي التي دمرت. وتكابد تلك الهيئات من النقص الشديد في توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات البديلة لكفالة عمل وسير مرافقها الحيوية التي تخدم سكان القطاع، بما فيها مرافق المياه والصرف الصحي. وقد أصبح الحصول على مياه الشرب مهمة شاقة لمئات الآلاف من السكان بسبب توقف عمل العديد من شركات ومحطات التحلية، وتوقف سياراتها عن العمل، بسبب عدم مقدرة عامليها على الوصول إلى مصادر مياه الشرب في القطاع.
أفادت مصادر المخابز المختلفة في القطاع بتوقف جزئي لعملها، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات البديلة. وقد لوحظ خلال الأيام الثلاثة الماضية طوابير من المواطنين المكتظين، ولساعات طويلة، أمام تلك المخابز من أجل الحصول على احتياجات أسرهم من الخبز.
تفاقمت معاناة السكان، وخاصة سكان المباني السكنية متعددة الطبقات، والتي تعتمد على المصاعد في الصعود والنزول من منازلها. وقد تأثر جراء ذلك عشرات الآلاف من السكان، وخاصة كبار والسن والمرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة.

يتوجه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بهذا النداء العاجل والفوري للمجتمع الدولي، بما فيه المنظمات الإنسانية الدولية، من أجل التدخل العاجل لوقف العدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع فوراً، وحماية السكان المدنيين من كارثة إنسانية بسبب انقطاع الكهرباء التام عن غالبية مدن القطاع منذ ثلاثة أيام، وانقطاع السبل للوصول إلى خدمات المياه، بما فيها مياه الشرب، خدمات الصحة البيئية والخدمات الصحية. ويدعو المركز المجتمع الدولي لإجبار السلطات الحربية المحتلة على السماح لكافة رسالات الأدوية والأغذية وكافة الاحتياجات الضرورية اللازمة لترميم محطة توليد الكهرباء وخدمات المياه والصرف الصحي التي دمرتها القوات المحتلة. كما يدعو المركز المنظمات الإنسانية الدولية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة المتخصصة إلى اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير من أجل حماية نحو 400،000 من السكان المدنيين الذين نزحوا عن منازلهم، ويمثلون نحو 22% من السكان، وباتوا يفتقرون إلى أبسط الخدمات الإنسانية الضرورية، بما فيها الملابس، الفراش، الأغطية والمياه.